Thursday, April 23, 2009

كولدشتاين - الجزء الثاني



قال احدهم .. ان الامة التي بلا عدو مستمر امة بلا مستقبل



أي ان كولدشتاين ضرورة من ضرورات الأمم


فالامم دائما محتاجة لأخ اكبر يرعاها و يحميها من المخاطر

و الاخ الاكبر هو بمثابة اخ كبير لكل افراد الشعب و غالبا ما نرى صوره في الشارع و في الاعلام و كلما رآه الشعب زادت ثقتهم بعدالة القضية التي يقودها


و لتستمرالحياة فيها .. تحتاج الى قضية متجددة ... مما يعني وجود شخص يدافع عن هذه القضية و يصونها

و شخص يعمل ضد هذه القضية و يحاول تدميرها و هو كولدشتاين

و بهذا لا ينظر الشعب الى اي شي سوى الحكومة و مشغولين بقضية كولدشتاين عدو الشعب ... و ينسى المشاكل الداخلية البسيطة مثل العدالة الاجتماعية و الفقر و باقي الامور التي لا تمثل شيئا امام الخطر الرئيسي!

المقربين من الاخ الاكبر معرضين للمغريات الكثيرة .. و لذلك قد يحول نظر احدهم الى مصلحته الشخصية بدلا عن القضية .. و اذا استمرت الحالة و لم يقاوم الاغراءات قد يصبح كولدشتاينا جديدا او فرد جديد من ضمن منظمة كولدشتاين ككل

و هذا يثبت النظرية القائلة أن كولدشتاين بلا صاحب او صديق

و لذلك في اغلب الاحبان و في اغلب الامم يكون كولدشتاين من السلطة او مقربا منها .. لا من عامة الشعب


حينما تشاء الاقدار او الظروف ... و تصل الامور الى ما تصل إليه ... يكون اعلان كولدشتاين الجديد بعدة مراحل حتى لا يتفاجئ الشعب او الشعوب الاخرى و حتى القادة السياسيين في بلدان اخرى
 

ففي أول مرحلة يخف التغطية الاعلامية عنه تدريجيا فبدل ان يظهر في الاعلام في كل يوم .. يظهرمرة كل 3 ايام و حسب التساهيل

و من ثم تقل صلاحياته الفعلية بشكل ملحوظ

و في المرحلة الثالثة يكشف لنا الاعلام صراحة نوايا كولدشتاين الخفية بشكل كامل حيث انه كان متعاونا مع شبكة ايادي خفية و كشف امرها



في ايام رونالد ريجان ... كان كورباتشوف و حلف وارشو هما الخطر الاكبر و بمثابتة كولدشتاين لأميركا

في حين كان الملا عمر و بن لادن هم قادة مقاومة عادلة ضد السوفيت المحتلين للبلاد... و تمر فترة صغيرة بعد جلاء السوفيت من هناك و اذا بنفس الاعلام الامريكي يظهر صور ضرب عناصر طالبان لمُعلـّمة في كابول لانها خرجت من باب البيت




يُـتبع

1 comment:

SyrianGavroche said...

تحليل دقيق و جميل فعلاً, مع ربط ممتع ما بين الواقع و عناصر الرواية..

متابع, جداً


تحياتي ابن العم الغالي, عسى الخير و السعادة حولك دوماً