Saturday, March 06, 2010

لن ننتخب عمر آغا !

هذه ليست كلماتي و لا السيد عمر آغا مرشح بانتخابات مجلس النواب عن محافظة بغداد ...
هذا عنوان لقصة قصيرة قرأتها اليوم بالصدفة ..


بالحقيقة كلما اقرأ للكاتب التركي الكبير عزيز نيسين او نيسن ... اعجب (بضم الالف) بلذاعة الاسلوب و بصوته الساخر من بين الحروف و حتى النقاط ..
حتى قررت اتعلم التركية بيوم من الايام بس حتى اقرأ مؤلفات و مسرحيات عزيز نيسين بلغتها الام قبل الترجمة .. 


المهم .. اليوم و انا اقرا مجموعة قصصية للكاتب الكبير بعنوان كيف قمنا بالثورة ... وصلت الى قصة قصيرة بعنوان لن ننتخب عمر آغا و سأتحدث عنها قليلا لانها تنطبق احداثها كثيرا عن وضعنا الحالي ..



-------------------------------

نعود للقصة .. 


عمر آغا .. مختار القرية المخضرم ..
 و كل المواطنين لا يحبوه و قرروا بل حلفوا بأولادهم قائلين ... نموت و ما ننتخب عمر آغا ... 


و الحل الاخر .. هو انتخاب نوري أفندي ابن الفرّاء الذي جاء للقرية مؤخرا و اشترى اراضي و مواشي




في ليلة الانتخابات .. جاء ابن اخ عمر آغا على صاحبنا ودعاه لمقابلة عمه الظهر و هو سيرتب الدعوة ضد جارك و لا تهم بالتكاليف ... و راح صاحبنا  من الفجر تجاه منزل عمر آغا ... في الطريق التقى باحد السكان وبد التحية قال انه ذاهب للبلدة من اجل معلجة الوالدة و طبعا صاحبنا قال انه ذاهب لاقامة دعوة ... 
و من ثم رأى كل أهالي القرية و حتى السيد نوري افندي ذاهبين للبلدة .. اما لرفع دعوة ضد بعض او للعلاج 


ثم التقوا عمرآغا و بعد سلام بارد و ذهبوا للبلدة جميعا عند وصولهم للساحة الرئيسية ... اخذ عمر اغا صاحبنا و ترك البقية بالانتظار في الساحة

و دخل صاحبنا مع عمر اغا لمكتب محامي مرشح للحزب الحاكم بالانتخابات ... وتناقشوا بأمر الحزب و طمأنه كل القرية تحب الحكومة و ستنتخب المحامي بالانتخابات المقبلة
و بنهاية اللقاء .. قاال المختار للمحامي .. هذا الفقير متضرر من جاره المنتمي لاحزاب المعارضة و لا يملك اجور الدعوة و قال المحامي يشرفني استلام قضايا اعضاء حزبنا

 
و من ثم اخذ شخص آخر الى مكتب محامي مرشح عن احزاب المعارضة ... و تكرر نفس السيناريو .. من اول كلمة متى نتخلص من الحكومة ... و كل القرية مستاءة من السلطة و سينتخبون المعارضة بالانتخابات .... وايضا تكفل المحامي بقضية المواطن 


و تكرر السيناريو مع الطبيب و طبيب الاسنان ..... الخ 
و انحلت كل مشاكل اهل القرية الفقراء بهذه الطرق  


في صباح اليوم التالي .. جرت انتخابات البلدية ... و فاز المختار بجميع الاصوات الا صوتا واحدا ذهب لنوري افندي الذي أقسم هو ايضا انتخب عمر آغا !


لكن عمر آغا قال: أمان يا ربي ألم نتفق نحن أهل القرية ان نعطي اصواتنا لنوري افندي .. لقد وجدت ان الخروج عن الجماعة أمر غير لائق .. لذلك اعطيت صوتي لنوري افندي 


لقد صوت كل الذين قالو لن ننتخب عمر آغا له و فقط عمر آغا هو من التزم بكلمته !


لقراءة القصة بالنص الاصلي .. من هنا.. 
و لقراءة المجموعة القصصية ككل من هنا ..  




طبعا اسلوبي بالسرد اكيد غير ممتع كفاية و لكن احببت اختصار القصة و اسقاطها على واقعنا الحالي


بعد  اقل من 12 ساعة .. ستبدأ الانتخابات و ان شاء الله على خير بلا حوادث ارهابية اجرامية. و من مدة طويلة كل ما اتحدث مع شخص اعرفه اولا اعرفه بالشارع او بالعمل او بالمنطقة  ... كثيرين يقولون (ما رح أنتخب المالكي لان كلشي ما فادنا) .. و آخر يقول (الحكومة غير ناجحة) ... او  (هي الحكومة شقدمت للشعب حتى ننتخبها ..؟)
و ستتوضح النتائج بعد غد ... !


و على الرغم من ان المرشحين لم يحذوا حذو عمر آغا المذكور بالقصة و حلوا بعض الامور بل اطلقوا وعودا فقط .. 


ربما طبق السياسيين اسلوب شخصية عمر آغا السياسي ...
و فجأة الكل طلع معارضة ... كل مجلس النواب حتى النواب عن الاحزاب الحاكمة ايضا غير راضين عن الاداء الحكومي ...و تنتقد الحكومة و المعارضة معا ..

و حتى الموالين من الشعب اضحى اليوم منتقد للوضع ... 
فهل رئيس الوزراء هو الوحيد المسؤول عن الوضع الحالي ؟!

ستظهر النتيجة .. و اكيد سيفوز من يفوز و ربما سيدعي الكل انهم من انتخبوا الفائزين مثلما فعل بطل القصة مع المرشحين .. !




---------------
ملاحظة .. الاسماء الواردة بالقصة من الكاتب و اي تشابه مع الواقع اليوم من قبيل الصدفة ..




















No comments: